الاثنين، 30 نوفمبر 2009

أبعاد التدخل السعودي في اليمن


---------------------

أبعاد التدخل السعودي في اليمن

بقلم / يحي قاسم أبو عواضة
باحث في الفكر القرآني للسيد / حسين بدر الدين الحوثي

-------------------------

يقول السيد حسين بدر الدين الحوثي وهو يتحدث عن عظمة القرآن وفضله في محاضرة دروس من وحي عاشوراء: (لأن القرآن هو من لو لم يكن من عظمته وفضله إلا أنه يكشف الحقائق أمامنا لا يمكن لأي كتاب في الدنيا أن يريك الحقائق ماثلة أمامك)

ولأن تحركنا هو على أساس القرآن ومسيرتنا والحمد لله هي مسيرة قرآنية تعتمد القرآن منهجا في كل مفردة من مفرداتها فإنها استطاعت أن تكشف الكثير من الحقائق للمتفهمين والمتأملين وبشكل عجيب لم تستطع الأحداث الكبيرة التي تحدث في هذا العالم أن تكشفها فمنذ أن بدأت هذه المسيرة المباركة وأعلن بزوغ فجرها السيد المجاهد / حسين بدر الدين الحوثي والحقائق تتجلى كل يوم والباطل يكشف عن سوءته ويفقد وجوده وتكتشف حقيقته وبشكل متسارع فمن أول ما قدم السيد شعار: [ الله أكبر الموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود النصر للإسلام] كأقل ما يمكن أن يقدم من خطة عملية لمواجهة الهجمة الأمريكية والإسرائيلية على المنطقة هذا الشعار الذي هو عبارة عن خمس عبارات استطاع أن يفضح الأمريكيين ويبين زيف ادعاءاتهم في أهم ما يقدمونه من عناوين تمهد وتهيئ الساحة لاحتلالهم لشعوب المنطقة وهي الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان واستطاعت أمريكا أن تحتل شعبين كبيرين هما أفغانستان والعراق تحت هذه العناوين الزائفة دون أن تفتضح بشكل واضح ولكن أمريكا بوقوفها ضد هذا الشعار في اليمن الذي لم يخرج عن هذه العناوين وملئت السلطة اليمنية المعروفة بعمالتها للأمريكيين سجون الأمن السياسي تحت سمعهم وبصرهم وبتوجيه مباشر منهم ظهر وبشكل واضح كذب ادعاءاتها أنها تريد أن تنشر الحرية والديمقراطية وأنها راعية لحقوق الإنسان فاستطاع هذا الشعار أن يفضحها في الوقت الذي لم يفضحها احتلالها لأفغانستان والعراق وهكذا بدت لنا عظمة هذا القرآن وعظمة ما يهدي إليه وتجلت الحقائق واتضحت الكثير من الأمور ومازالت الحقائق تنكشف لنا كل يوم اتضح لنا ما وصلت إليه السلطة في اليمن من العمالة لأمريكا وإسرائيل واتضح لنا حجم الهيمنة الأمريكية على زعماء هذه الأمة وأنهم جزء من المشروع الأمريكي وأنهم جزء من الواقع الذي تعاني منه الأمة وأنهم ليسوا هم النوعية التي يمكن أن تعتز بهم الأمة ولا ممن تنتصر بهم وأن يتغير واقعها وتخرج من معاناتها على أيديهم ولا ممن يمكن أن ينصر الله دينه على أيديهم فقد ظهر بشكل واضح أنهم أذلة على الكافرين أعزة على المؤمنين، أليست السلطة في اليمن والسلطة في السعودية تستخدم معنا عبارات الفاتحين ويخاطبوننا بلهجة قوية وأعين مفتحة ويستخدمون معنا عبارات الفاتحين وعبارات القادة العظماء في ميادين مواجهة أعداء الله ولكننا نراهم يستخدمون العبارات اللينة والرقيقة أمام أعداء هذه الأمة من كانوا بحاجة إلى كلمة قاسية وموقف قوي منهم إنها عظمة القرآن الذي وصفه الله بأنه نور وهدى يكشف الحقائق ويسمي الأشياء بمسمياتها الحقيقية لقد كشف الصراع الحالي والإعتداء غير المبرر من قبل الجيش السعودي على أبناء اليمن حقائق كثيرة على رأسها المشروع الأمريكي في المنطقة والأدوات التي قد أعدتها أمريكا لتنفيذ هذا المشروع وأن حرب السلطة لنا ليس بقرار من الداخل وإنما بقرار من البيت الأبيض من الأمريكيين ومن ورائهم الإسرائيليين وأن هناك تعاونا كبيرا بين الأدوات الأمريكية في المنطقة وما قامت به السلطة في السعودية من الحرب العسكرية ليس جديدا وإنما تغير الأسلوب تبعا لتغير الدور فنحن كنا نعرف أنها كانت شريكا أساسيا للسلطة اليمنية منذ بداية العدوان عام 2004م.

إلا أنه بعد العدوان السعودي والإنتهاك السافر للأراضي اليمنية جوا وبرا وبحرا لم يعد هناك ما يستدعي الحديث من قبل السلطة في اليمن عن السيادة إذا ما يزال لديها قليل من الخجل والحياء وإلا فما معنى السيادة والعزة إذا لم يصنف هذا الإنتهاك في قائمة الإعتداء على السيادة وإذا لم يكن قصف القرى والأسواق وإحراقها بالقنابل الفسفورية وقتل الأبرياء من الأطفال والنساء وغيرهم اعتداء فما هو الإعتداء لدى هؤلاء وما هي السيادة في نظرهم ثم أين الجيش الذي صرف له أغلب ثروات الشعب ما هو دوره وهل أنشأ للدفاع عن عزة وكرامة أبناء هذا الشعب أم أنه أنشأ ليكون أداة قمع لهذا الشعب فقط ! أين هم صناع المجد كما يسمونهم في برامجهم التلفزيونية أي مجد حققوه لهذا البلد ولهذه الأمة هل تحركه كأداة رخيصة لضرب أبناء شعبه خدمة للمشروع الأمريكي والإسرائيلي يعد مجدا أو أن تعاونه مع الجيش السعودي لضرب أبناء شعبه يعد فخرا ومجدا ..

لقد كشف الإعتداء من قبل السلطة السعودية غير المبرر عن الوجه الحقيقي لما يراد لهذه المنطقة وما هو دور الأنظمة في المنطقة ولن يصدق عاقل بأن هذه الحشود التي حشدتها السلطة في السعودية وهذه الإستعدادات وحجم القصف والإعتداء سببه مجموعة متسللين فالتسلل إلى الأراضي السعودية للمغتربين اليمنيين قضية معروفة منذ عشرات السنين يلجأ إليها اليمنيون نتيجة أحوالهم المعيشية السيئة بسبب النظام الفاسد في اليمن الذي زرعته السعودية وتقوم بدعمه ليبقى اليمن فقيرا مستسلما أمام إملاآت السلطة في السعودية وبسبب الإجراءات المتشددة في الحدود السعودية والتي هي على غير عادتها مع من يأتي من أمريكا أو أوربا فيدفعهم ذلك إلى التسلل والمخاطرة بأنفسهم ولم نسمع أن السلطة السعودية أعلنت الحرب لهذا السبب ولكنها مبررات واهية لن تنطلي على عاقل .

كما أن التضامن من قبل الدول المعروفة بولائها لأمريكا مع ما تقوم به السعودية من الظلم دليل آخر يكشف الدور السعودي الذي تريده أمريكا يعزز ذلك زيارة نائب وزير الدفاع السعودي والمشرف على العدوان إلى أمريكا وتقديمه تقريرا لأسياده في البيت الأبيض عن سير المعارك وكذلك زيارة الرئيس الفرنسي وإعلانه تضامنه مع ما تقوم به السلطات السعودية يكشف المؤامرة الخبيثة ليس على أبناء اليمن وإنما على أبناء هذه الأمة بكلها .

أما الإتفاقيات الأمنية والزيارات المتبادلة فليست غريبة علينا بل نحن نعرف أكثر من هذا نحن نعرف بأنهم مجرد عبيد عليهم تنفيذ ما يملى عليهم من قبل أسيادهم في البيت الأبيض وتل أبيب .
لكن السلطة السعودية ستكون واهمة هي وأسيادها وكل من يتعاون معها إذا ظنت أنها بما تقوم به من عدوان وتدمير وقصف مسخرة ما تنهبه من ثروات لهذه الأمة إذا ظنت أنها تستطيع أن تطفئ نور الله وتصد عن سبيله وأن تحقق لأسيادها في البيت الأبيض وتل أبيب ما عجز عن تحقيقه الجيش اليمني فالله غالب على أمره وهو للظالمين بالمرصاد وستعلم السلطة في السعودية عاقبة ما أقدمت عليه من العدوان وأنها وقعت في ورطة إذا لم تتدارك خطأها وبسرعة أن هذا العدوان السافر سوف يطيح بهذه العروش التي أسست على الظلم والتآمر والعمالة منذ بداية نشأتها وعليها أن تأخذ العبرة والدرس من حياة الظلمة والمعتدين عبر التاريخ بل تستفيد من ما يجري للجيش اليمني على أيدي أنصار الله وما ذاقه الجيش السعودي خلال المواجهات فإنما هو جزء من بأس الله القوي العزيز وما ينتظره إذا استمر في عدوانه هو فوق ما يتصوره ويتوقعه بإذن الله وعونه وتأييده وما نسمعه من تضامن الظلمة والعملاء لن يهز فينا شعره وسيكون موقفنا هو ما سطره الله عن أوليائه المؤمنين:{وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً} ولن ينفعها الانتصارات الوهمية التي تزفها وسائل إعلامها كل ليلة تستر بها ما تمنى به في الميدان من فشل وهزيمة أمام جنود الله وأنصار دينه .

أما الفتاوى التي يطلقها علماء السلاطين بإباحة دماء الأبرياء في اليمن:
فأولا: أن فتاوى الوهابيين معروفة من زمان بإباحة دماء كل من يخالفهم ولا يؤمن بمذهبهم في كل بلد وصلوا إليه وقد سقط مئات الآلاف واستبيحت دماؤهم عملا بهذه الفتاوى.
وثانيا أن السلطة في السعودية أو في اليمن لا تنتظر مثل هذه الفتاوى حتى تتحرك لقتل الناس وهدم بيوتهم على رؤوسهم واستخدام حتى الأسلحة المحرمة لضربهم وإن كان ذلك في أيام الله في أشهر الحج التي حرم الله فيها القتال!. فهذه الفتاوى هي فقط تلبس أصحابها الخزي والعار والفضيحة .

وفي الختام نشير إلى ما ذكرته بعض الصحف عن لقاء بين مسئولين سعوديين ومسئولين إسرائيليين من أجل الإستفادة من الخبرة الإسرائيلية في كيفية حرب العصابات من خلال خبرتها في مواجهة حزب الله وحماس حتى يستفيد السعوديون تلك الخبرة في مواجهة الحوثيين كما يقولون والأيام القادمة حبلى بالأخبار التي ستفاجئ العالم وسيعرف المزيد من فضايح آل سعود ..
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون


الأحد، 22 نوفمبر 2009

الانشقاقات والفشل وتهمة تمويل الإرهاب وراء حروب صعدة


كتب: ياسر أبو شوصاء:
هروبا من واقع مرير وتحولات خطيرة داخل الأسرتين الحاكمتين في اليمن والسعودية، يتمثل في انشقاقات وصراع أجنحة داخل الأسرتين الحاكمتين، سواء على توزيع الأدوار السياسية والمناصب في السلطة أو على مستوى حيازة الأموال والثروات.
في السعودية أزمة سياسية عارمة نتيجة التنافس على المناصب والثروات، وقد كانت أشبه بنار تحت الرماد إبان حكم السيديريين، وحين تحولت السلطة إلى عبد الله بن عبد العزيز بدأ الجناح السديري يدير ظهره لهذا التحول، مستعينا بتمكنه وسعة علاقاته الداخلية والخارجية لتشويه سلطة عبد الله وإبعاد أولاده عن ولاية العهد من بعده في محاولة لصرف الأمر عنهم وعودته إلى السيديريين، فراحوا إلى إثارة الطائفية ضد الشيعة في الشرقية والمدينة المنورة، بصورة لم تحدث زمن فهد ومن قبله،رغم أن الشيعة كانوا على علاقة قوية بعبد الله، وكانوا يلجئون إليه في حل قضايا كثيرة، كما بدءوا بتحريك عناصر القاعدة، وعلي عبد الله صالح في اليمن لخلق جو متوتر ضد سلطة عبد الله، وبحسب إطلاعي فقد كان عبد الله غير راغب في دعم علي صالح ضد الحوثيين في اليمن بعد أن آل الحكم إليه، على خلاف ما كان عليه الحال زمن فهد،ما اضطر علي عبد الله صالح وجناح السديريين إلى إثارة مخاوفه من تدخل ليبيا وراحوا إلى صنع خديعة، أوهموه فيها بأن القذافي يدعم الحوثيين لهدف الإضرار بالسعودية، حيث قام علي صالح بزيارة إلى ليبيا العام 2006 طالبا من القذافي التدخل للمصالحة ووقف الحرب بينه وبين الحوثيين وأعطاه رقم تلفون يحيى الحوثي في ألمانيا، ليستدعيه لتقديم مطالب الحوثيين، وفعلا استدعاه وجاءه وقدم إليه مطالب الحوثيين، وأرسل مندوبا إلى اليمن لتسليم علي صالح تلك المطالب وقد استقبله في عدن،وبين ذلك أرسل علي صالح عددا من المشائخ القلبليين من صعدة وغيرها ممن لهم ارتباطات بالسعوديين إلى ليبيا بحجة زيارة القذافي، وعند عودتهم يرسلهم علي صالح إلى السعودية ليبلغوا السعوديين بأن القذافي استدعاهم وطلب منهم ومن الحوثي التوجه ضد السعودية، ما أعطى في الظاهر حجة للسديريين المنسقين مع علي صالح لإقناع الملك عبد الله بدعم علي صالح ومن هنا انطلت الخدعة على الملك عبد الله،ووجه بدعم صالح.
الأسرة الحاكمة في اليمن والعميلة لجناح السديريين، هي الأخرى تعيش مشاكل أكثر من مشاكل أسرة آل سعود، ففي الوقت الذي تعدت رئاسة علي صالح الثلاثين عاما في بلد محسوب على النظام الجمهوري، فإن الرغبة الشعبية في اليمن للتغيير والتجديد قد برزت على السطح المثقل بأعباء الفساد والمحسوبية، وما تبع ذلك من تدهور سياسي واقتصادي ومعيشي وخدمي بالغ الخطورة والاتساع، حتى باتت أيدي علي صالح خالية من أي مبرر للبقاء في السلطة التي كان قد شحن رأسه بأوهام استمراره فيها حتى نهايته وتوريثها لأولاده من بعده، مع ما يواجهه من مطالبات دولية بتسليم قادة من القاعدة، يخشى من كشف أسراره المتعلقة بعلاقاته المتينة بالإرهابيين عن طريق التحقيق مع هذه العناصر الإرهابية المتورطة في عمليات إرهابية خطيرة، ومن ثم فقد حاول الهروب من كل هذه الزوايا الضيقة إلى شن الحرب على أهل صعدة بحجة رفع الشعار المندد بأميركا وإسرائيل، وكلما توقفت الحرب دون مخرج مطمئن أعاد إشعالها من جديد، حتى بلغت ستة حروب كبيرة، وهي بالتالي فقد خلقت له مشاكل ومعضلات أوسع، فهي تلتهم الأموال والجهود الكبيرة، وأصبح الوضع الداخلي المتدهور يهدده بالسقوط خاصة عند أن اشرف على إعلان الهزيمة ووقف الحرب السادسة كما فعل في الخامسة.
وما صحب ذلك من تمرد في الجيش وهروب الكثير من عناصره وتسليم العديد من المعسكرات إلى الحوثيين وما يعانيه الجيش من الفساد والثراء الفاحش لتجار الحرب داخل الجيش وأعوانه على حساب دماء الجنود، والانشقاق القائم بين علي محسن قائد الفرقة الأولى مدرع الذي يشعر بأن علي صالح يقحمه في حروب صعدة لإنهاء فرقته، وبين أحمد علي صالح قائد الحرس الجمهوري والمتهم من قبل جناح علي محسن بدعم الحوثيين بالسلاح والمال لمواجهة فرقته المحطّمة.
بين هذه المشاكل فكر علي صالح وبتنسيق مع الجناح السديري في السعودية إلى جر السعودية باتجاه مستنقع صعدة حيث تتحطم كل القوى وتتلاشى في جبالها كل الإمكانيات، فراح إلى استخدام الأراضي الواقعة تحت سيطرة السعودية لعمليات التفاف على الحوثيين، ورغم تنبيهاتهم ودعواتهم وبياناتهم التي وجهوها للسعوديين من خطورة الأمر إلا إن آذان السعودية ظلت على صممها، فاضطروا إلى طرد الجيش اليمني من جبل الدخان مرتين، وفي المرة الثانية تمركزوا فيه، فجاء السديرييون بالجيش السعودي وبدلا من التفاهم بادروا بإطلاق النار على من فيه فقتلوا أحد الشباب المجاهدين وأصابوا آخرين ما جعل للحوثيين حق الرد والأخذ بثأر إخوانهم ،إضافة إلى قيام الطيران السعودي وقواعدهم الصاروخية بضرب القرى والمناطق المجاورة بصورة مكثفة وبعنجهية واستكبار واضح، وهاهو ورغم مرور أسبوع على تلك العملية فإن السعوديين لم ولن يقدروا على طردهم منه مهما كانت قواتهم، في هذه الأثناء صرح علي صالح بأن الحرب قد بدأت وأنه لن يتحاور مع الحوثيين ولا سلام معهم، ممعنا في جر السعودية إلى المربع الذي تحطمت فيه كل طموحاته وقواته وعنجهيته واستكباره، ومواصلا عملية التنسيق مع السديريين المتآمرين على سلطة عبد الله.
ويرى بعض المحللين أيضا، أن دخول السعودية في الحرب على شمال اليمن قد جاء كمقدمة لخلط الأوراق لدى الغربيين في أمر القاعدة، التي يتهم الغـرب كلا من السعوديين وعلي صالح بدعمها، فلديهم رغبة جامحة بالتخلص من هذه التهمة وإلصاقها بالآخرين وأنهم على وشك أن يصنعوا أحداثا وتصريحات واعترافات مصطنعة لإثبات علاقة بين القاعدة والحوثيين، وهو أمر صعب المسلك ومحاولة فاشلة لإقناع الغربيين بمثل هذا التعاون، فالحوثييون في نظر الغرب ثوار على ظلم واقع عليهم، وليس لهم أي علاقة بالإرهاب لا من حيث الفعل ولا من حيث الفكر الحركي والأيدلوجية الحركية.
ومن جهة أخرى يرى البعض أن لدى الطرفين علي صالح والسديريين رغبة في التأكيد على علاقة الحوثيين بإيران، وذلك لجر الغرب إلى صفهم بدلا من اتهامه لهم بدعم الإرهاب، وقد قدموا لهذا الهدف ترويجا إعلاميا كبيرا في محاولة منهم لإثبات أن الحوثيين قد تحولوا من الزيدية إلى الجعفرية، وراح كتابهم وعملاءهم في اليمن والسعودية إلى التكثير من هذا الكلام كما لهم في ذلك أهداف أخرى، إلا أن الغرب غير مهتم بالمذهبية ولا مصدق لما يقال عن هذا التحول.
كما يرى هذا البعض أن هذه العملية السعودية ضد الحوثيين وقرب فريضة الحج، قد جاءت لصناعة مبرر لهم بضرب تظاهرة البراءة من المشركين التي يقوم بها الحجاج الإيرانيون وقت الحج، وبخاصة فإن جناح السديريين قد تورط زمن فهد بقتل الحجاج الإيرانيين وذلك من العار الذي يريدون أن لا يسلم منه الملك عبد الله.