الخميس، 14 يناير 2010

من الحرب على الحوثيين الى الحرب على القاعدة

--------------------------------
من الحرب على الحوثيين إلى الحرب على القاعدة:
علي صالح يجرجر القوى الأجنبية إلى اليمن
كتب: سلطان احمد سليم
--------------------------------
الياس المستحكم على الرئيس اليمني علي عبدالله صالح في ايجاد مبررات البقاء في السلطة، ومعرفته بكره الشعب له ولحكمه، وانهيار الجيش وعجزه عن تقديم اي انتصار على الارض مع الحوثيين ليرهب به الرئيس اليمنيعامة معارضيه وبالتوالي يواصل حكمه الفاسد، قد جعلت الرئيس اليمني يتجه نحو جماعات السلفيين ليجعل منهم كبش فداء عن نفسه وعن قادة الارهاب الذين يحميهم في صنعاء، ورغم صداقته الحميمة معهم الا انه ـ وكما هي عادته معهم ـ يربيهم كالخراف وحين الحاجة يقوم اما ببيعهم واما بذبحهم.

لقد حاول الرئيس اليمني ان يوجد السلفيين في صعدة اثناء هذه الحروب فاستقدم السلفيين حتى من الخارج وكان يعطيهم مساجد الزيدية واوقافهم لالصاق تهمة الارهاب باهل صعدة، ولكنها اخفقت كل تلك المحاولات، رغم انسياق الكثير من السلفيين وراء هذا السراب ودعمهم المطلق له، الا انه الان كشر لهم عن انيابه وهاهو يقدمهم قربانا على المذبح الاميركي ورمادا يذره في اعين الاميركيين ليعميها عن مطلبها الاساس في صنعاء، وهو يظن ان الاميركيين وان سكتوا له في بادئ الامر كما سكتوا له في حروبه على الحوثيين، الا انهم يعرفون من هي العناصر التي ضربت بارجتهم "يو اس اس كول " ومن هم قادة الارهاب ومن هي الجهات الداعمة ومنها الرئيس اليمني وال سعود، ويعرفون ان الرئيس اليمني يحميهم ويدافع عنهم بل ويعرفون ان حروبه التي يخوضها ضد الشعب اليمني هي مجرد تعمية عليهم وخداع لهم، ومحاولة لاسكاتهم ولكنهم ومع هذا العلم يمضون في طريق الرئيس اليمني لتحقيق هدفهم الكبير وهو ان يتواجدوا عسكريا في اليمن.

هناك مؤامرة سعودية اميركية تهدف الى تدمير اليمن وجعله ميدان حرب ومعركة باسم محاربة تنظيم القاعدة وهذه المؤامرة التي ينفذها الرئيس اليمني بكل سلاسة لم يؤخرها الا الحوثيون الذين كشفوها قبل خمس سنوات، ودفعوا في سبيل الحفاظ على الشعب اليمني والوطن اليمني كل غالي، وقد كان السيد حسين الحوثي يشرح للناس السيناريو لهذه المؤامرة و منها انهم سيوزعون اعضاء سلفية على المناطق ليقولوا بان هذه المنطقة ماوى للارهابيين وبالتالي يغزونها ويشنون عليها حربا مدمرة.

وهذا هو نفس المبرر الان لضرب الجنوبيين بحجة وجود تنظيم القاعدة هناك، وليستمر الرئيس اليمني في دكتاتوريته مع ان الرئيس اليمني هو من اوجدهم هناك ومن دعمهم هناك ومن يبلغ فكرهم الشاذ وما جامعة الايمان التي قدمها الرئيس اليمني لدعمهم الا احدى دعامات هذا الفكر التكفيري الضال، فضلا عن الوسائل الاخرى، واليوم نسمع عن القاعدة في اليمن وعبر تصريحات غربية وعربية، وبتركيز واهتمام فهل لذلك علاقة بدعم الرئيس اليمني ونظامه المتهالك على حساب دماء ورغبة الشعب اليمني وحريته واماله وطموحاته، للاجابة على هذا التساؤل، ارى ان هناك لعبة وصفقة قد تمت بين الرئيس اليمني والاميركان والبريطانيين من شان هذه الصفقة قيام هذه الجهات الاستعمارية بدعمه ضد الحوثيين وغير الحوثيين ليبقى في السلطة رغما عن رغبة الشعب في التغيير، تبدا من اثارة موضوع القاعدة والارهابيين كمبرر للتد خل العسكري الاميركي في اليمن ولدعم الرئيس اليمني بقوة اكبر، وقد بدا علي صالح بضرب عناصر من حلفائه السلفيين بحجة انهم من القاعدة وسيواصل قتالهم وفقا لهذه الخطة.

يؤكد ذلك اولا: ان الادارة الاميركية كانت قد سكتت عنهم كل هذه السنوات الماضية،وهي تعلم ان الرئيس اليمني هو من يحميهم ويرفض تسليم كبار قادتهم، واكتفت بمطالبة باردة يردها الرئيس اليمني بحجة واهية.

ثانيا: ان الاميركيين والرئيس اليمني ووفقا لهذه الخطة قد تغافلوا عن قادة الارهاب الحقيقيين كالزنداني وعلي محسن والرئيس اليمني نفسه، وزعتر ، وامام معبر ومهدي مارب واخرين ، واكتفوا بمطاردة صغارهم المغرر بهم، وذلك ليبقى المبرر للتواجد العسكري الاميركي موجودا بصورة مستمرة، اضافة الى ان اجتماع الزنداني بالسفير الاميركي بعناية الرئيس اليمني يوحي بان الزنداني احد المتامرين في وضع وتنفيذ هذه الخطة،بل انها بحاجة الى وجوده فهو المكينة التي تنتج الارهابيين عبر جامعته،ومؤسسات اخرى،وهو من سيبقى على صلة بهم للدفع بهم في التنقل هنا وهناك للقيام بهجمات ومن ثم يقوم بتقديم معلومات عنهم لضربهم، وهكذا تكون الدائرة تتحول البلاد الى ساحة لمعركة مستمرة مثلها مثل افغانستان والصومال، وهو الهدف الذي يريد الرئيس اليمني ايصالها اليه.

ثالثا: هناك رغبة اميركية وسعودية،على اسقاط تهمة الارهاب عن السعودية، والصاقها باليمن واليمنيين وذلك لابعاد مناطق براميل النفط عن هذا الصراع،وهذا العمل جاري على قدم وساق منذ اربع سنوات، وللعلم فالرئيس اليمني متواطيء مع السعوديين في هذه الفاحشة وراضي بان يقدم اليمن وشعبها كبش فداء وضحية رخيصة عن اسياده السعوديين.

وعليه فلو لم تكن الادارة الاميركية شريك في هذه المؤامرة، لاصرت على تسليم المطلوبين المعروفين لديها بانهم هم من نفذ العمليات المسلحة ضدها او ضد مصالحها دون غيرهم من الابرياء من ابناء الشعب اليمني.

في الفترة الماضية تفجرت ازمة امنية في الجنوب، بين الرئيس اليمني وبين تنظيم عبد النبيء اشعلت حرب جبال حطاط، ولم يكن الناس يعلمون انها كانت لاجل الزعامة على امرة الجماعة حتى اذا بايعت الجماعة الرئيس اليمني اميرا عليها بدلا عن عبد النبيء انتهت المشكلة، و اصبح الرئيس اليمني اميرها فلماذا لا تعاقب اميركيا امير الجماعة وقائدها وهو علي صالح.

لقد كان الاحرى باميركا ومن معها ان يعترفوا بمشكلة اليمن الاساس، والمتمثلة في نظام الدكتاتور الرئيس اليمني الذي بقي في السلطة لاكثر من ثلاثين عاما، وان يساعدوا اليمن في التخلص من هذا النظام الذي تبنى الفكر الارهابي واعتبره احدى مقومات استمراريته في السلطة، واذا لم يساعدوا الشعب فعلى اقل تقدير، يكفوا عن مساندته ودعمه، فالشعب اليمني اصبح تغيير النظام بالنسبة اليه حاجة حياتية مثله مثل اي شعب يقبع تحت نير الظلم والدكتاتورية والاستبداد والفساد، وان يعتبروا بحالهم ويسالوا انفسهم هل سيرضون لبلادهم بحاكم مستبد مثل الرئيس اليمني يحكمهم بهكذا حكم متخلف وفاسد ومستبد يعتمد في بقاءه على صناعة الازمات واشعال الفتن، وان يعلموا بان الشعب اليمني شعب مسالم وطيب، وهو يريد الحياة والكرامة وان الرئيس اليمني هو من يفتعل كل هذه الزوابع والمشاكل.

***
--------------------------------------------------------------------

السبت، 9 يناير 2010

هؤلاء هم الإرهابيون

----------------------------
هؤلاء هم الإرهابيون
كتب: عبد الباسط الحبيشي
Bassethubaishi_@_yahoo.com
----------------------------

محاولة التفجير الإرهابية الفاشلة ضد الطائرة الأمريكية في سماء مدينة ديترويت التي أرتكبها النيجيري عمر فاروق في يوم عيد الميلاد كانت بمثابة القشة الأخيرة التي قوضت العلاقة الأمريكية والغربية بنظام الحاكم اليمني علي عبد الله صالح.

إعلان رئيس الوزراء البريطاني جوردان براون بعقد مؤتمر دولي حول اليمن في 28 من شهر يناير الحالي دون موافقة مسبقة، بل دون معرفة أو حتى استشارة الحكومة اليمنية، مع الإغلاق المتزامن لسفارتي الولايات المتحدة وبريطانيا في اليوم الثالث من هذا الشهر، تعتبر رسائل صريحة بإعلان الغضب على الحكومة اليمنية والحاكم صالح بالذات، وتنم عن امتعاض إدارة الرئيس أوباما من حاكم اليمن وقناعتها في ضرورة البدء بترتيب العد التنازلي للتخلص من حكمه.

لم يذهب بعيداً عندما علق الرئيس علي سالم البيض في أحد خطاباته بأن مركز تنظيم القاعدة يقع في دار الرئاسة، ولم يذهب بعيداً أحد خبراء البنتاجون عندما قال بأن الرئيس صالح يحيط قصره بعناصر تنظيم القاعدة، كما لم يخطئ مسئول عسكري أمريكي رفيع المستوى بأن الرئيس صالح يستخدم المساعدات العسكرية لضرب أنصار الحوثي في صعدة بدلاً من توظيفها في محاربة عناصر القاعدة. كما لم يبالغ مسئول عسكري أمريكي آخر بقوله أن "الرئيس صالح يفتقد إلى الجدية والعقلانية وقد حول إمكانيات ومساعدات المكافحة ضد الإرهاب لمصلحته الشخصية" في إشارة إلى حربه ضد مناوئيه السياسيين. إذاً لا يمكن القول عن وجود شراكة مع الحاكم علي عبدالله صالح في عمليات مكافحة الإرهاب كما يدعَي الطرفان إعلامياً.

لكي يهرب من سقوطه بسبب فشله الذريع في إدارة البلاد، لابد له أن يحول اليمن إلى بؤرة للإرهاب الذي هدد به الشعب اليمني مراراً، لكن الحاكم صالح فشل بأن يُلصق وصمة الإرهاب ضد الحراك الجنوبي السلمي من أجل أن يتلقى الدعم والمباركة الدولية للقضاء على الانتفاضة الشعبية الجنوبية. ثم فشل أن يلصق الإرهاب أو تهمة تلقي مساعدات إيرانية ضد أنصار الحوثي المدافعون عن اليمن وسيادتها في صعدة، مما دفعه هو ومعاونيه داخل أجهزته الأمنية، ربما إلى تنفيذ خطة إرسال النيجيري المغرر به في عملية إرهابية منشأها اليمن لتفجير طائرة في عقر دار الولايات المتحدة.

بيد أن السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح شديد هو كيف أستطاع هذا النيجيري الغر اختراق كل الحواجز الأمنية لعدة مطارات دولية دون أن يعترضه أحد. نكاد نجزم أنه لا يمكن أن يكون لعناصر القاعدة في اليمن هذه الإمكانيات التقنية المعقدة والعلاقات الدولية الواسعة التي سهلت مروره بهذه السهولة ما لم تكن على صلة وثيقة أو مُخترَقة من قبل جهات أمنية وأستخباراتية محترفه تابعة لقوى إرهابية تشترك صفاتها الوراثية مع الحاكم صالح وآل سعود مصاصي الدماء الذين يتلذذون بقتل أهلنا في غزة وجنوب لبنان وصعدة، بالإضافة إلى مصلحتهم في تشويه سمعة العرب والمسلمين. هذه القوى هي التي قوضت الأمن الدولي في العالم وصنعت من تنظيم القاعدة البعبع الذي تضرب به العرب والمسلمين في كل مكان، وهي نفسها التي تبث الرعب لدى مواطني العالم لتمرير أجنداتها بهدف إذلال واسترقاق الإنسان حتى يصبح عبداً تحت مجهرهم ورحمتهم، وما الإجراءات الصارمة الجديدة في المطارات الدولية التي تناهت إلى كشف عورات الناس تحت مبرر الإرهاب الذي هو أصلاً من صنيعتهم إلا جزء بسيط على طريق تنفيذ هذه الأجندات الرهيبة والمنحطة في آن.

أجهزة هذه القوى تسرح وتمرح دون حسيب ورقيب على الساحة الدولية ويدفع ثمن عملياتها القذرة الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ وجلهم من العرب والمسلمين كالعملية الأخيرة في محفد أبين في 17 الشهر الماضي التي راح ضحيتها العشرات من الأبرياء. إنها نفس الجهات التي اخترقت الجهاز الأمني والإستخباراتي اليمني بترحيب ومباركة من الحاكم صالح ليمارس لعبته الجينية وهواياته الدنيئة على وطنه وشعبه التي أرسى من خلال ممارسته لها دعائم حكمه التي لا يفهم سواها ليحافظ على كرسي الحكم.

وهي نفس القوى المخترَقة التي دُعيت قياداته في الأيام القليلة الماضية من قبل الرئيس أوباما للتحقيق معها لفشلها في إيقاف جريمة الطائرة قبل ارتكابها رغم توفر المعلومات الإستخباراتية قبل فشل هذه الجريمة. أليس هو نفس الفشل الذي حدث في بداية عهد الرئيس بوش، ومّر بتفجير برجي نيويورك ليقود العالم إلى كوارث إنسانية بشعة بدأ بقصف جوي على أفغانستان. أليس هو ذات الخطأ الذي يتكرر الآن في بداية عهد الرئيس أوباما بهدف قيادة العالم مجدداً إلى كوارث أكبر وأقبح ليفتتح حقبته الجديدة بالقصف الجوي على اليمن. لكننا نكاد نجزم بأن هذه الخديعة لن تمر هذه المرة. نحن ندرك تماماً أن العدو ليس أمريكا لأننا نعرف أمريكا جيداً، ونعرف الشعب الأمريكي الطيب جيداً لكن هذه القوى الشيطانية تخترق مؤسسات القرار الأمريكي بما في ذلك البيت الأبيض نفسه وتحاول ممارسة الضغط على الرئيس أوباما وتجره إلى تبني السياسات التي أنتهجها سلفه.
إن المشكلة تكمن في ذلك الفرع الخبيث من تلك السلالة المتوغلة في الأركان والمنعطفات والدهاليز المظلمة في السلالم الوظيفية لحكومات العالم التي تريد أن تبطش بكل ماله صلة بالقيم الإنسانية. إن الشراكة المزعومة بين إدارة الولايات المتحدة والحاكم صالح الذي يستخدمها الأخير ويستغلها أسوأ استغلال سيوظفها أيضاً لكسب التعاطف الشعبي عندما ينكشف الغطاء عن هذه الشراكة المشبوهة مما قد يؤدي إلى زيادة عناصر القاعدة في اليمن وغيرها لتصعيد الخوف والكراهية وتقويض الأمن والسلام الدوليين، لذا فمن الأولى أن تبادر إدارة الرئيس اوباما بالتنصل من هذه الشراكة المزعومة والمشبوهة وتعلن محاربتها صراحةً لتنظيم عناصر القاعدة والمتواطئين معها في الأجهزة الأمنية والإستخبارتية التابعة للحاكم صالح.

ولابد من التأكيد على أن الخلاص من الإرهاب في العالم لن يتأتى بقتل الأبرياء من ألأطفال والنساء بالأساليب الإرهابية المرعبة والمستفزة في اليمن أو أفغانستان أو الصومال، بل بتطهيرأجهزة المخابرات الدولية من العناصر الإرهابية المندسة لاسميا في أجهزة أكبر الدول في العالم واتخاذ التدابير القانونية والشرعية في القبض على الإرهابيين وتقديمهم للعدالة.

إن المنبع الأساسي لتنظيم القاعدة وكل الأعمال الإرهابية المختلفة يكمن في دهاليز وأقبية مثل هذه الأجهزة التي تمارس أعمالها الإرهابية والإجرامية لتنفيذ إستراتيجيات لا إنسانية تحت ألأقنعة والأغطية الرسمية الدولية دون حسيب أو رقيب. قولنا هذا نابع من إيماننا بأن الأعمال الإرهابية البشعة التي ترتكب ضد أبرياء العالم من بني البشر وأماكن العبادة في العراق واليمن وأفغانستان والصومال وغيرها لا يمكن أن يكون مصدرها بأي شكل من الأشكال العقيدة الإسلامية مهما تطرف البعض من أتباعها ما لم يكن المغرر به قد تعرض للتشويش في عقيدته من قبل أطراف غير إسلامية لأن الإسلام ضد القتل إلا قصاصاً أو لمن اعتدى. {من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً}.